الخميس، 25 ديسمبر 2014

المقابلة يشعل نار الفتنة المشتعلة أصلاً

مقتطفات : 
فيلم المقابلة فيلم كومدي للمخرج 
سيث روجن وإيفان جولدنبيرج وشاركهم كتابة الفيلم الكاتب دان سترلينج 

بطولة روجن و جيمس فرانكو 
من إنتاج شركة سوني 
ويقوم بدور الرئيس الكوري في الفيلم راندل بارك 
وتدور قصة الفيلم حول تجنيد أمريكا لصحفيين مهمتهما قتل الرئيس الكوري  "كيم يونج" 
وقد فوجئت الشركة المنتجة باختراق نظامها الإلكتروني بواسطة أجهزة كوريا الشمالية مما دعى أوباما إلى تهديدها بفاجعة مماثلة لفاجعة الأمريكان في أيلول الأسود واستمرت تهديدات سوني إلى أن قررت الشركة سحب الفيلم وعدم عرضه في موعده الذي كان مقرراً 10/10/2014 إلى أن تم أتخاذ قرار بعرضه اليوم 25/12/2014 . وهذا ما جعل أوباما يوجه انتقادا للشركة متعللاً لأنه ليس من الصواب أن يملي ديكتاتور شروطه على دولة ديمقراطية متقدمة كأمريكا .
وقد قامت الأجهزة الأمريكية بطلب المساعدة من أكبر مجموعات الهكرز المجندة في أمريكا والذين أرسلوا تهديداً بدورهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي بأنهم سيعرضون الفيلم سواء عرضته سوني أم لا .

الاثنين، 22 ديسمبر 2014

العاملين .. الموظفين .. الخريجين الجدد .. أصحاب المعاشات !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! أين الشباب أصحاب الظروف القاسية

شباب طحنتهم مصر بلا رحمة 

إن المتابع للكم الغذير من برامج التوك شو سيوافقني الرأي بأن كل من يواليهم الساسة والصفوة والمثقفين الاهتمام بالإلحاح في المطالبة لهم بحقوقهم ومساواتهم بغيرهم من الساسة والمثقفين وصفوة المجتمع والذين أصبح نمط حياتهم المصدر إلى عقولنا بفضل السينما والتليفزيون مطمحاً وأملاً لكل من هم تحت خط الفقر.
هؤلاء الذين يأكلون وأبداً لا يشبعون هؤلاء الذين يشعرون بالبرد القارص والظلم والحاجة أصبحت أحلامهم أكبر بكثير مما يمتلكون وهم في الأصل لا يمتلكون شيئاً، وكيف يحق لمن لا يملك شيئاً أن يحلم بطبخة من طبخات الشيفات العظام أصحاب براءات الاختراع في أنواع جديدة من الكافيار والسيمون فيميه والكبسة والتورت والشيكولاتات ، أو بسيارة فارهة وبدلة أنيقة وموبايل حديث وبلاك بيري ...إلخ ، كيف لهذا الشاب الذي يحلم بالعضلات والشجاعة واشتراك الجيم أن يحقق ذلك وهو يكاد يقف على قدميه من شدة الضعف والهزال أو من ضرب المخدرات ، كيف لهذه البنت الشابة التي تحلم بأحدث الموضات أن تجلس أمام المرآة لتضع أحمر الشفاة وهي تعلم أن الفرق بين ما بين يديها وبين ما تستخدمه النجمة ؟؟؟ أو المذيعة ؟؟؟ ربما مئات الدولارات ، ولو غضضنا أبصارنا عن كل ذلك وعن كل هؤلاء ، يجب أن نتذكر من هم أحوج وأعوذ من هؤلاء .. شباب طحنتهم مصر بلا رحمة بيد أبناءها.
هم شباب تخطت أعمارهم الثلاثينات وبدأ في الأربعينات ليدخلوا مرحلة الشيخوخة من بابها الطبيعي .. لكن .. ما هو حال هؤلاء الشباب؟
مع شديد الأسف أحوالهم لا تسر ولا تستدعي إلا الشفقة والحزن وخيبة الأمل، فهذه الفئة من الشباب قد أصيبت أحلامهم بعدة غيبوبات طويلة على مدار عمرهم الذي أراد لهم القدر أن يبدأوه منذ أواخر الستينات ونعلم جميعاً ماذا تعني فترة الستينات في ذاكرة المصريين .. وقد كانت تلك الفترة سبباً رئيسياً فيما آلت إليه أحوالنا حتى اليوم سواءً بفضل الحروب المتلاحقة أو بفضل سوء التنظيم والتخطيط وغياب الأمانة الإنسانية .. فما كان على هؤلاء الشباب إلا أن يعيشون حياة روتينية بائسة حتى في فترات الرخاء القليلة التي شهدتها مصر خلال تلك الحقب .. فقضت عليهم ظروف معيشتهم بالإضافة إلى الروتين والواسطة وفقر الدولة أن يتحولوا إلى خيالات خاوية من أي مضمون لتأتي عليهم سنوات طويلة من البيات والتراخي والضعف كاظمين بداخلهم على براكين من الغضب والحقد والرغبة في الانتقام .. لتأتي الثورات وتذهب بلا تعليق .. ليظل هؤلاء الشباب كما كانوا مجرد خيالات خاوية .. هذا الخيال يعيش في بيت العائلة مع أبوه وأمه وما تبقى من اخوته .. هذا الخيال بلا عمل ولا هدف .. هذا الخيال بلا دخل ثابت يعينه بعد تركه وحيداً في الدنيا .. هذا الخيال يعيش مع والدته التي تخطى عمرها الثمانين بفضل معاش والده المتوفي وماذا بعدما تتركه الأم؟؟؟!!! .. هذا الخيال شقة العائلة التي يحلم أن تكون شقته متزوجاً في حاجة إلى ترميم وترقيع بمبلغ لم يقع بين يديه طوال حياته ولن يقع .. هذا الخيال بلا أسرة بلا أولاد .. هذا الخيال بلا حياة.
ولتكتمل عدائية الحياة لهذه الخيالات يتعامل معهم المجتمع المحيط الذي قدر الله لغالبيته أن تستطيع تدبير أمورها من خلال الواسطة أو الرشوة أو الجمعيات على أنهم عاطلين ومعيوبين وخطر على العائلات التي أصبحت جميعها بالنسبة لهؤلاء عائلات موقرة ومحترمة .. هل هذا العدل الذي أراده الله بين الناس .. هل من العدل أن نهتم بزيادة أجور الموظفين وأصحاب المعاشات والعمال ونتجاهل شاب بلغ من العمر 40 عاماً وما زال بلا دخل .. ترى ماذا عليه أن يفعل هذا الشاب ليبقى على قيد الحياة :
1. يسرق 
2. يتاجر في المخدرات
3. يتحول إلى بلطجي بالأجرة

من لديه إجابة صحيحة يرسلها إلى من يعنيه الأمر... فركش

بقلم 
محمد الديب

السبت، 20 ديسمبر 2014

الصورة التي شقلبت الدنيا



الصورة التي شقلبت الدنيا

برنامج 90 دقيقة ـ الجمعة 19/12/2014م
صورة صورها شاب ووضعها على صفحته الشخصية بالفيس بوك بعد ما حركت الصورة بداخلة مشاعر الغيرة والغضب والحزن على المجتمع المصري المختلط المتوافق مع خطط الحضارة الحديثة التي تدعوا إلى تمزيق سقف الحريات الشخصية وجعل الحرية "أنت حر إفعل ماشئت طالما لا تضر غيرك" وتحت هذا العنوان يتم رفع الدين والقيم والمبادئ والمثل والاحترام والحشمة إلى الخالق عز وجل ثم تطبيق قانون البشر الذي ارتضوه لأنفسهم "الحرية والديمقراطية".
كل ما أثار المذيعة في حلقة برنامج 90 دقيقة يوم الجمعة 19/12 أن هذا الشاب قد التقط صورة بدون وجه حق وأنه اعتدى بذلك على الحريات الشخصية لأصحاب الصورة وظلت تجاهد هي والضيفة من أجل إثبات أنه قد ارتكب فعلاً مجرماً قانونياً ويجب أن يحاسب ويجب أن يتم منع غيره من فعل فعلته، متعللة بأنه قد جرح هؤلاء الشباب وانتهك حريتهم لكنها لم تفطن إلى أنه لم ينتهك حرية أحد بل هؤلاء من انتهكوا حريته وحرمة الجامعة والطلبة والأهالي في المنازل، فمجرد الاستهانة بقدسية الحرم الجامعية والاستهتار بما نهى عنه الله ونشر الاختلاط الفاحش هو انتهاك لحرمة المجتمع بالكامل.
هذه الكلمات التي كتبتها سبباً كافياً اليوم لاتهامي بأني إخواني أو داعشي ...إلخ من التهم الرائجة، ولا يعنيني أن أنكر أو أثبت ذلك لأن أي شخص في مجتمعنا اليوم تخطى الخامسة والأربعين من العمر يعلم جيداً ويقيناً أن أخلاقيات المجتمع الذي يحيطنا اليوم ليست هي أخلاقنا من خمسون أو حتى ثلاثون عاماً أو على وجه التحديد قبل عواصف السينما الهابطة والفضائيات والإنترنت.

وأود أن أسجل أن هذا الشاب لم يصور شيئاً بعد فمن خلال تجربتي الشخصية التي دفعتني إلى التعامل مع شباب في عمر الـ14 عام يعملون وهم ما زالوا طلاب بالمعاهد والجامعات رأيت ما هو أكثر من ذلك بكثير ورأيت كيف انتصرت فكرة تسييح الهوية الدينية التي تنادي بأنه لا فرق في المجتمعات المدنية بين دين وآخر بل لا مكان للدين في المجتمع المدني المتحضر.

وهنا أود أن أسأل صاحب أي ديانة من الديانات السماوية سؤال: لو رأيت بنت دينك ذات مرة وهي في خلوة مع شاب من دين آخر أو في أحضانه أو يقبلها ماذا سيكون شعورك؟ ..........  لو كان شعورك ما أتوقع فلا تلوم غيرك عندما يفعل مثلك.

هذا بالضبط ما نتحدث بشأنه أن هناك شيء إسمه الغيرة الدينية والغيرة الإنسانية، فما بالنا وقد حرم الله سبحانه وتعالى الاختلاط والخلوة التي تحض على الرزيلة بين المسلمة وغير المسلم أيعقل أن ندعي بأنه لا شيء في ذلك ولا غضاضة .. نعم لا غضاضة عند مدعوا التقدم والحرية.

لما لم تضع المذيعة والضيفة المحترمتان أنفسهن مكان صنف آخر من الأهالي لا يقبلون أن ينخرط أبنائهم في مثل هذا الوسط ولا يقبلون أن يفعل أولادهم مثلما فعل المحترمون في الصورة لأنهم مجبرون فهذا هو التعليم، وماذا لو كان هناك طلاب وطالبات يتضررون من مثل تلك المناظر القبيحة ويرفضونها اتقاءً لله فقط دون الانتماء لأي تيار أو مذهب، وماذا لو كانت تربيتهم والبيئة التي نشئوا بها تحثهم على الحشمة والفضيلة واحترام النفس واحترام الغير، لماذا لم يراعي المحترمين في الصورة مشاعر إخوانهم الطلاب.

هذا بالإضافة إلى أن فقط كون المذيعة والضيفة تجادلان بهذا الإصرار والحماس دليل كافي يكشف أنهن يرون في قرارة أنفسهن أن الأمر فيه سوأة وخدش للحياء وإلا لصارت صورة مثل أي صورة أو صفحة كآلاف الصفحات لا تستدعي أن يسلط الإعلام عليها الضوء.

أما الضيفة المحترمة التي ادعت بأنها تقدم حسن النية وتثق في أخلاق ابنتها حتى إذا كانت في غرفة مغلقة مع شاب بمفردهما لم تحسب حساب بنات أخريات أضعف إرادة من ابنتها بالإضافة إلى أنهن محرومات من حاجتهن الجسدية وهن يقتربن من سن العنوسة فتجاهلت الشيطان والأحاسيس والعواطف والضعف الإنساني والشهوة والرغبة التي تدفع ببعض الشباب من الأولاد والبنات إلى التحرش الذي لمن فيه المذيعة والضيفة وأحد المتصلات الشاب لأنه لم يكتب إلا موضوع واحد عن التحرش الجنسي وكأنهن لم تستمعن له ولم تفقهن ما ينادي به أو يدافع عنه وأنه كان عليه أن يصرخ قائلاً لهن .. أنه يحارب في الأصل فكرة انقراض الرقابة المنزلية وحرية ارتداء الملابس وموديلاتها المصدرة من الغرب والتي جعلت البنات الشرقيات المحترمات اللائي كن مثالاً للعفة والطهر يسرن شبه عاريات في الطرقات بملابس أقرب ما تكون إلى أنها "دهنت على الأجساد كورق الحائط" ليراها شاب في سن العنوسة لا يعمل أو يعمل لكن يأكل طقتين فقط في اليوم أو يعول أسرة ولا أمل له في الزواج ولا أمل له في الحياة أصلاً فتثير غرائزه المكبوتة فيغيب عقله ويتصرف كأنه شخص آخر في المرة الأولى والثانية والثالثة ثم تصبح عادة لديه لأن الفرائس كثيرة وسهلة ومتوفرة في كل مكان يذهب إليه حتى لو جلس على باب مسجد.

ذلك حتى لا يعود المجتمع للصراخ والعويل من ظواهر كالزواج العرفي وأطفال السفاح الذين يتحولون إلى أطفال شوارع هم وصمة عار في جبين أي مجتمع متحضر يا مدعي التحضر، كم من الحالات في المحاكم المصرية وأكثر خارج المحاكم لإثبات نسب أو إثبات زواج عرفي، كم من الأولاد والبنات في عمر الزهور مشردين في الشوارع والملاجئ والإصلاحيات وكم منهم بيع وكم منهم قتل وتم الإتجار بأعضائه، والمذهل أن تلك الظواهر القبيحة أجبرت المجتمع الأمريكي نفسه على أن يعترف بأن الاختلاط يؤدي إلى كوارث متتالية ولا ينتج عنه أي نفع يذكر إلا من حالات نادرة انتهت بالزواج بعد الجامعة ، وحالات أخرى دمرت بيوتها بسبب ما كان يحدث في الجامعة، وإذا كان من ابتدعوا الحرية قد أقروا بأنها قد خذلتهم وأضرتهم فكيف لنا أن نظل متمسكين بعاداتهم وتقاليدهم المنحرفة الفاحشة وكيف لنا أن ندعهم يقررون لنا أساس ومعنى الحرية ونحن أول من نادى بها وطبقها، وإذا كان هؤلاء قد فشلوا في تطبيق نظام ابتدعوه في بلادهم فالأولى بنا نطرد هذا النظام الفاسد الفاشل وألا نطبقه.

ولعل من أخطر الكوارث التي أدت إلى ما آل إليه حالنا الفترة السوداء للإنتاج السينمائي والغنائي الذي أدى لظهور بعض نجمات الفن المستوردات من الخارج كهيفاء ومروى وغيرهن كثيرات ممن أصبحن قدوة لكل بنت لا تبحث في حياتها إلى عن كيف تكونين سكسي جيرل مثل النجمة فلانة؟ وكلهن أسقطن تماماً كيف تكونين محترمة جيرل؟ .. تكونين محترمة عندما تعلمين أن جسدك مطمع وأنه ثروة لا تقدر بثمن وأنك في حركاتك وقسماتك والتفاتك ما يثير الجنس الآخر ، وأن هذا الجسد يجب أن يكون عزيزاً عليكي مكرماً لديك فلا تجعليه كالذبيحة المعلقة مطمع لكل ناظر وكل شهواني مريض أو متعاطي مخدرات ، وعلى وجه النصح والتشديد خصوصاً في أيامنا التي انتشرت فيها عقاقير تفصل بين الإنسان ونفسه فتحوله إلى شخص آخر في حالات العصبية والشهوة كالترامادول ومشتقاته ، ومن يسأل عن استشراء ظاهرة التحرش عليه أولاً أن يكرم ويصون الشباب والبنات وأن يكفيهم حاجتهم للحياة ثم يتفرغ لمحاربة عائلة الترامادول، وعلى الأهل في المنزل أن يعلموا أن الله سيسألهم عن أولادهم وبناتهم ماذا علموهم وعلى ماذا ربوهم ومن أين أطعموهم، وكل ما يفعله صغاركم يا بني البشر لو كان يغضب الله فالغضب سوف يُصَب على وَلي الأمر قبل المُتولَى عليه.


وفي النهاية أقول بأن الحرية في الأصل هي حرية العقيدة فأنا كمسلم عندما أريد أن أتقي الله في نفسي وفي غيري يجب أن أتقي الله حتى وإن كنت في شقاء وفقر هذا إذا كنت أفضل أن يحفظ الله لي كل من هن من دمي في أهلي فعندما أحافظ على إبنة جاري أو حتى غريب عني وأصون عرضه أكون بذلك قد حفظت عرض أختي وبناتها وبنات أعمامي وخيلاني إلى آخره "فحفظي لغيري هو حفظي لنفسي" ، ولا يجوز أن أطالب غيري من غير المسلمين بالحشمة والوقار في المجتمع وأنا نفسي لا أفعل هذا لا يجوز، وكل إنسانه محجبة تسير في الطرقات مرتدية مثل تلك الملابس التي وصفتها آنفاً يجب أن تعلم أن حشمة الحجاب لم يفرضها الله للرأس فقط بل لسائر الجسد فانظري إلى نفسك في المرآة قبل خروجك من المنزل واسألي نفسك هل هذا ما يريدني الله عليه ؟ ولو استطعتي تفسير ووصف كل جزء في جسدك المقدس من الأمام والخلف تذكري أن كل من يراك أيضاً يستطيع .. اللهم اهدني واهدي من حولي ولا تيسر لنا إلا فعل ما ينال رضاك ويدخلنا جنتك آمين.

بقلم
محمد الديب

الأحد، 14 ديسمبر 2014

حد الردة

أنت كافر .. أنت مرتد .. أنت مشرك .. أنت ملحد .. أنت علماني .. أنت أنت أنت ....

أصبحت تلك الكلمات أو الجمل في حياتنا أكثر إدماناً من التبغ ، ففي السابق كانت مثل تلك الجمل لا تسمع أو تقال إلا في مجالس المثقفين الأدبية أو في المطابخ السياسية وظل الحال هكذا حتى بدأ العالم في التشرزم وعقب هبوب رياح الاستقطاب والعمالة والاستخبارات التي كانت أهدافها معلنه ومرصودة ومختصرة في "نظام عالمي جديد يهدف إلى تقسيم العالم إلى دويلات الحقيرة أمام حكومة لكيان واحد عملاق" ، وكان نصيبنا كجزء من الخريطة الجديدة هو الفتنة بكل أنواعها فتارة بين المسلمين والنصارى ، وتارة بين المسلمين والمسلمين ، وتارة بين المسلمين والملحدين العلمانيين وهكذا ... لكن أهم تلك الفتن إثارة للجدل هو قتل المسلم بدعوى الردة ، ولا أدري ما أهمية تلك المسألة القصوى في مقابل فتنة مثلاً كالتي كادت أن تنطلق أكثر من مرة بين المسلمين والنصارى في مصر ، أو أمام فتنة الانحلال والخلقي وإهدار القيم والمثل والمبادئ من خلال نشر الانحلال والفوضى والعري وثقافة الحرية المنحرفة التي يعاني متبدعوها اليوم منها وما يحدث في أمريكا بلد الحريات والعدالة خير مثال حيث اختتمت أمريكا رائعتها المسرحية الديمقراطية والحرية بالردة إلى العنصرية وقتل السود وفرار الجاني بجريمته ، ومع ذلك وجدت أنه واجباً علي أن أنقل ما توصلت إليه وما استنتجته في تلك المسألة الشائكة التي ليس لها محل من الإعراب في زماننا "ردة المسلم عن الإسلام عقوبته القتل"، ولن أدخل مدخلاً دينياً ولن أفسر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أمر فيه بقتل المرتد عن دينه ، لكني سأقول برأيي من خلال تحكيم العقل والمنطق، وأعتقد أنك عزيزي القارئ في النهاية سوف تجد أن العقل والمنطق وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يسيرون معاً في خط مستقيم ولا اختلاف أو تضاد بينهم .  
انتشرت في الآونة الأخيرة بعض السيجالات الحائرة فيما يخص الإيمان والكفر ، هؤلاء يعترضون على تكفير الناس وهؤلاء يعترضون على عدم تكفيرهم ، كل تلك الاعتراضات فقط ليعلم الناس هل حد الردة هو القتل ؟ هل قتل الملحد واجب ؟ هل يجب معاملة المسيحيين واليهود كما كان المسلمون يعاملون كفار قريش واليهود منذ فجر الإسلام ؟ 
تلك الأسئلة المتناثرة التي غزت عقولنا وقلوبنا ومنازلنا وشوارعنا أصبحت كالهم الثقيل على القلب ، أصبحت تصيبنا بالاشمئزاز والقرف ، أصبحت تجعلنا نحتقر هؤلاء المتلوكين بالدين وبالكفر والإيمان ، لذلك وبما أن لي حق إبداء الرأي والتفكير والاستنتاج والفهم فإني سوف أقول برأيي في مسألة تخص عقيدة ديني ألا وهي "الردة":
لا شك لدي في أن كل مسلم سمع أو قرأ أو تنامى إلى علمه بالصدفة عن حروب الردة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلم كيف أن تلك الحروب قضت على المرتدين إما بالاستتابة والعودة إلى حظيرة الإسلام وإما بالقتل ، والسؤال الذي يفرض نفسه بإلحاح بعد قراءة تاريخ حروب الردة .. هل قامت حروب الردة لمحاربة المسلمين الذين تركوا الإسلام بعد انتقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرفق الأعلى ؟ 
إجابتي الشخصية .. لا لا لا .. في رأيي الشخصي أن من قامت ضدهم حروب الردة كانت مشكلتهم الحقيقية مع الإسلام أنهم مسلمون وأعتقد أن هذه هي الردة ، بمعنى أن الردة هي "إدعاء المرتد النبوة أو ابتداع المرتد في الدين ما ليس منه ، أو تعطيل المرتد حد من حدود الدين ، أو تشريع يدعي المرتد أنه من عند الله ، أو ادعاء المرتد أنه كان شريكاً في الرسالة"
بصورة أوضح ليس المرتد من جهر بين الناس بأنه ترك الإسلام وأصبح نصرانياً أو يهودياً بل المرتد هو المسلم الذي ما زال مسلماً وهو يخرب ويدمر الإسلام من الداخل ، والدليل على هذا جلي في أن حروب الردة كانت على مثل هؤلاء الذين ادعوا النبوة أو حاولوا إسقاط الزكاة أو حاولوا تحليل الخمر والميسر وادعائهم هبوط الوحي عليهم ، ولم يقول أحد من هؤلاء أنه أصبح نصرانياً أو يهودياً .
هذا رأيي البسيط المختصر والذي استنتجته فقط بمجرد قرائتي لتاريخ حروب الردة، فلو كان رأيي صواباً أسأل الله الثواب والجزاء في الآخرة ، ولو كان خطئاً فإني أسأل الله الرحمة والمغفرة وأشهده جل وعلا على أني كنت حسن القصد والنية والله أعلم.

قيصر كوبا
م. الديب

http://qaissarcopa.blogspot.com

الاثنين، 8 ديسمبر 2014



بسم الله الرحمن الرحيم 
 
"أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ 

اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا 

الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ 

قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ" الحديد (16).

صدق الله العظيم

إلى كل ذي عقل



هذه الآية
لكل إنسان حي على وجه الأرض

هي بالدنيا و ما فيها 

"أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ 

اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا 

الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ 

قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ" الحديد (16).

جبل الحلال



مصر الغد _ مقالات صحفية _ مقال 4:

غوص في أعماق جبل الحلال

تخمينات على وتر الشاعر     

مصر، القاهرة  28 نوفمبر 2014، هذا المسلسل الرمضاني الرائع من حيث المضمون وكل ما يتعلق به فيما بعد من اختيار الأبطال والسيناريو والحوار والتصوير ، فقد كان كل ما يمت للمسلسل بصلة كعمل فني يستحق الإشادة والإعجاب ، لكن هذا ليس موضوع مقالي هذا فأنا لن أنقد أو أحلل المسلسل ككل ولكني سأرصد الوتر الحساس للشاعر الذي استطاع أن يلخص في نظري الواقع الذي نحياه اليوم في كلمات بسيطة لكنها مزلزلة .  



في البداية أحب أن أسجل أنه ليس غريباً على الشاعر المتميز أيمن بهجت قمر الذي لطالما لعبت كلماته المعبرة وأحياناً الصادمة على أوتار قلوبنا لصدقها وتجسيدها للواقع بتلقائية يشعر معها كل قارئ أنه هو من كتب تلك الكلمات أو أن تلك الكلمات هي تماماً ما يريد أن يعبر به عما بداخله أياً كان حزناً أو فرحاً أو نقداً للواقع وسلبيات الحياة التي نحياها، لكن عند سماعي تتر مسلسل جبل الحلال للمرة الأولى أيقنت أن هذا التتر سوف يترك علامة كدأب رمضان كل عام نجد أن هناك بعض التترات التي ما تلبث أن تتلاقفها الألسنة وأجهزة الموبايل والسي دي لتجلجل في كل شوارع مصر وبيوتها حتى يكرم الله الناس برمضان آخر وتترات أخرى .

لكني شعرت مع تتر جبل الحلال بشيء غريب شعرت بالكلمات تنفذ إلى قلبي وعقلي الذي بدأ في بث صور واقعية عجيبة إلي مع كل جملة في التتر ورأيت أوصافاً تطلقها الكلمات تتطابق مع الواقع بل وتمثل كل فئة بل وكل فرد في مصر ، لذا قررت أن اشارك قرائي الأعزاء هذه الصور والمشاعر التي مرت أمام عيني وشعرت بها تعبر عني وعن كل إنسان خلقه الله .

بدأ التتر بـ "عيني عللي فوق كتفه هموم جبلين"، هل يعلم أحد من قرائي الأعزاء عن شخص لا يحمل هماً هل من إنسان ليس لديه مشكلات ، هل من كائن بشري سعيد دائماً أبداً لم يشعر بالخوف أو بالحزن أو بالاكتئاب ، إذا فهذا الوصف يجسد حالة يعاني منها الغفير والرئيس.

"عيني عللي عليه العين"، ترى من هو؟، أعتقد أنه كل شخص مسئول ولا نستثني إلا الأطفال، حتى هذا الشاب الذي يصفه الناس بأنه رايق ليست لديه مسئولية مع أنه قد بلغ من العمر أرزله وما زال مستقبله خلفه فهو يحصل على قوت يومه ويكفي احتياجاته بالقهر والإهانة ويعود إلى بيته ليظل وحيداً بلا زوجة وبلا أهل فهذا هو همه فناء زهرة شبابه، أيضاً اللي عليه العين كل مسئول عن شيء أي المسئول في منصب سياسي والمسئول عن صحة الناس وعن أمنهم والمسئول عن أسرته والمسئول عن اليتامى والمسئول عن الموظفين والمسئول عن طعام البشر وشرابهم وتعليمهم والمسئول عن دينهم ، أيضاً من الغفير إلى الرئيس كلنا مسؤولون وكلنا علينا العين، لكن هناك الكثيرين يختفون عن الأعين ولا تدركهم العين.

"واللي تلاقي له قريبين تعابين"، أما عن هذا الوصف فأرى أنه إسقاطاً سياسياً أكثر منه اجتماعياً، لأن هؤلاء هم الحاشية وهذا الحاشية لا يكون لها تأثيراً ضاراً ومدمراً على المجتمع ككل إلى من حيث السلطة، فحاشية المسئول السياسي فسادها يفسد عموم المجتمع ويصيبه بالعدوى فوراً ، أما فساد الحاشية حول عميد العائلة أو صاحب المؤسسة فهو في النهاية يقع على عاتق المؤسسة أو العائلة ولا يضر عموم المجتمع إلا أنه يضر على كل الأحوال فالحاشية الفاسدة في أي موقع تدفع وتحرض على الظلم والقهر والاستبداد وإن كانت في عائلة أو مؤسسة أو في القصر الرئاسي ، وهذه الحواشي هي التي تنشر الفساد وتغطيه وتحميه وتعمي عنه الأنظار لذا فهم حقاً تعابين تفح وتنفخ سمومها في الجانب الخير للي عليه العين فيظلم ويقهر وهو يعتقد أنه يصلح المجتمع وينقذه من الانهيار، وكل ما تعلمته عن مسألة التعابين هو أنك إذا لم تحطم رأس الثعبان ظل حياً ينفخ سمومه وظل قادراً على العض.

"وانقلبت الآية المزايا عيوب، وأهي ماشية بالمقلوب"، هذان الوصفان لا أجد تعبيراً أكثر منهما لإسقاطه على الواقع الذي نحياه اليوم ، ولننظر نظرة منصف نظيف اليد والقلب والعقل ، كيف لم تنقلب الآية وقد أصبح الرقص الشرقي للنساء وللرجال مفخرة ، كيف لم تنقلب وقد أصبح الشاب المؤمن الذي لا ينتمي إلى أي تيار ديني إرهابي ومعيرة وتطارده أعين الناس فقط لأنه متمسك بكتاب الله وسنة رسوله وبالصلاة والصوم وترك المعاصي ويعيش في طاعة الله، كيف لا وقد أصبحت الدعارة والبلطجة إبداع فني وواقع يجسد ، كيف لا وقد أصبحت الأسرة القاطنة في بيت واحد لا يرى أفرادها بعضهم بالأيام ، كيف وقد أصبحت البيوت بلا رقابة وصار الأبناء يفرضون سيطرهم على الأباء والأمهات الذين صار أبنائهم عبقارة تكنولوجيا وهم ما زالوا لا يعرفون كيف يستخدمون الموبايل والكمبيوتر ، كيف لا وقد أصبحت الفوضى وفرض النفوذ بالقوة واحتلال الطرقات وتكدس القمامة وإطلاق البذاءات هي السمة الغالبة على الشارع المصري، كيف لا وقد أصبح من ليس له عمل عمله تسميم عقول الناس وعقائدهم ، كيف لا وقد أصبحت معاملة الراشي منجزة قبل أن يقدمها بفضل المرتشي الفاسد ليظل المواطن الفقير صاحب الحق الأصلي مهمش ومعطل ومركون على الرف لأنه لم يشخلل جيبه، وكيف لا وقد غزت المطالبة بالحرية والتحرر الغربي بيوت المصريين وعقول شبابهم وبناتهم، كيف لا وقد أصبح سهم التخلف والرجعية يطلق فوراً على قلب كل من يتحدث عن العيب والحرام في مجتمع يفترض أنه إسلامي مؤمن، كيف لا وقد أصبحت كلمة إسلامي كأنها سبه والعياذ بالله ، كيف لا وقد انتشر الدجل وراجت الخرافات والأساطير فتحولت إلى نصوص مقدسة يريدون من أطلقوها أن تحل محل الكتب السماوية لتقضي على ما تبقى من الدين لتمهد أرضاً جديدة لخدام لوسيفر والدجال.  

"ومهما يجرى تمللي مش قابلين"، حقاً إبحث عن الرضا ، والذي نفسي بيده لو رضى الإنسان بما قسم له الله لكان لعاش سعيداً ومات سعيداً وهذا حقاً من يطلق عليه "ليس لديه هموم" لأن الهم يأتي من عدم الرضا وجحود النعمة والنظر إلى ما في يد الغير ، وإني لأتعجب من الإنسان فهو دائماً ما ينظر أعلاه ولا ينظر أسفله دائماً يتطلع ليحصل على ما يراه لدى من يعتقد أنهم أفضل منه وأسعد ، ولا ينظر إلى ما لديه وليس لدى غيره ، ولا يعلم أن كل منهما ابتلاء له الأكثر منه غناً والأكثر منه فقراً كما أنهم ابتلاء لبعضهم البعض ، فالله سبحانه وتعالى قد خلق كل شيء بقدر وبميزان لا يخطئ فجعل الفقير ابتلاء للغني فلو عطف عليه وأخرج زكاته وساعده يكون قد نجح في الاختبار وإن تغطرس وبخل وأعرض يكون قد رسب وجزاءه عند الله شديد ، كما أن الغني ابتلاء للفقير الذي إما أن يصبر ويحتسب فقره عند الله فيطلب من الله أن لا يزيل النعمة من الغني وأن ينعم عليه أكثر فيكون قد نجح في الاختبار وإما أن يحقد وينقم ويتأفف ويقنط وفي تلك الحالة يكون قد عاش في كبد ومات خالي الوفاض من رحمة الله وشفاعة رسول الله، لذا فكل منا نحن البشر ابتلاء للآخر فالإنسان "لا يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد" كما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز سورة "ق" ، لذا علينا أن نرضى وأن نعلم أن كل معاناة من ابتلاء لها جزاء وأجر عند الله ، وكل سخط وغضب ونقمة وحقد أيضاً لهم جزاء وعقاب عند الله، فارضى بما قسم الله لك تكن أسعد الناس واعلم أن المال مال الله ونحن مستخلفون عليه حتى أغنى الأغنياء يظن أنه يملك لكنه في الواقع لا يملك شيئاً فقد جاء الإنسان إلى الدنيا خالي اليدين وسيخرج منها لا محالة خالي اليدين ولا أصدق وأدل على ذلك من أن هذا الثري الذي ظل يجمع في ثروته طوال حياته حتى كنز المليارات ثم مات فورثه من لم يشقى أو يكد في جمع هذه المليارات أما الموروث فقد ذهب إلى الخالق فقير صفر اليدين من الصدقات والحسنات ومعاونة الناس وتفريج كربهم والإحسان للأهل والجيران فخسر دنياه وخسر آخرته من فرط طمعه.

"قاتلين في بعض وكله بيحللها"، هذا التعبير لا يحتاج إلى إسهاب في الشرح وضرب الأمثلة فهذه الآفة "كله بيحللها" قد أكلت المجتمع ودمرته فتجد المرتشي يحول اغتلاسه إلى إكرامية أو هدية ، وتجد المستلق الاستغلالي المتلون ينم ويغتاب ويضرب الأسافين ليصعد على أكتاف زملائه ، وهناك من يتلاعبون بأقوات الناس وصحتهم من مستوردي الأغذية المسرطنة والمواد الكيماوية والصفقات المشبوهة المبنية على العمولات ، وهناك من يضللون الناس ويوجهونهم ويغسلون عقولهم من أجل السلطة أو المال كبعض الإعلاميين والمثقفين ورجال السياسة ، أما على المستوى الاجتماعي فحدث ولا حرج عن المتاجرين بالأطفال وبالأعضاء وبالمخدرات وبالسلاح ، ومن يأكل مال اليتيم ومن يخرب التعليم ، وهناك من يكتم شهادة الحق ومن يبيع ما لا يملك إلى من لا يستحق ... إلخ ، هناك المئات من الأفعال المحرمة التي ترتكب كل يوم وتمر مرور الكرام حتى أصبحت عادة في الشارع المصري والبيت المصري والمؤسسات المصرية.

"قاتلين في بعض وشوش خشب ووحوش"، حقاً فاليوم عندما تمشي في الطرقات وتنظر في وجوه الناس وأعينهم ترى شيئاً مخيفاً فترى الرعب والقلق والخوف واليأس والاكتئاب ونفاذ الصبر والحدة في التعامل ، حتى العادات التي كنا نباهي ونتفاخر بها للجذب السياحي قد انقرضت وكل ما كنا نبهر به العالم من الكرم والبشاشة ودماسة الخلق أصبح في خبر كان ، أصبح الغضب هو السمة الأساسية على وشوش المواطنين، أصبح القتل بدم بارد وأعصاب هادئة وأصبح السلاح في بيت كل مصري ضرورة وكأنه ينتظر خطر ما يهدده ويهدد أمن أسرته سيحطم عليه الباب في يوم ما ، انعدمت الثقة وأصبح التربص والحذر هم السمة الغالبة على أفعال الناس وعلاقاتهم حتى في الأسرة الواحدة ، هل هذه حياة .

"زي البدل مبادئنا بنبدلها"، في نظري قد أصبح هذا الفعل رمزاً للإعلام المصري المعاصر ، فالصدمات التي تلقيتها وأنا أقوم بمراجعة بعض الفيديوهات لبعض الإعلاميين ورجال الدين والسياسة خلال الفترة من 2010 وحتى اليوم جعلتي أوقن أن هذا الوصف حقيقي لا محاله فهناك من يبدلون جلودهم كبدلهم وليس مبادئهم على سبيل المثال قد شاهدت فيديو لإحدى الإعلاميات الشهيرة خلال ظهورها على قناة فضائية ظهرت فجأة خلال حقبة الثورات بالتحديد قبل إلقاء خطاب التنحي بيوم أو يومين وهي على وشك الانهيار والبكاء خلال محاولتها المستميتة للعفو عن مبارك وإعطائه فرصة لتصحيح أخطاءه ، وعقب خطاب التنحي خرجت هذه المذيعة وبكت بحرقة لتنحي مبارك وظهرت كالتائهة المذهولة من فرط الصدمة ، ونفس المذيعة فيما بعد هاجمت مبارك ونظام مبارك وما فعله خلال ثلاثين سنة وقالت "يا جماعة مصر اتغيرت إحنا بنتغير" والسعادة والفرح يملئان قلبها ووجهها ، وعندما جاء مرسي إلى السلطة اتخذت منحى أخرى خلال مطالبتها للشعب بإعطاء فرصة للإخوان وللريس مرسي وقامت باستضافتهم ومحاورتهم لتجميل صورتهم أمام الشعب ، وخلال التمهيد لـ 30 يونيو وبعدها صبت جام غضبها على الإخوان ورئيسهم وعادت لتضرب المثل بعهد مبارك وظلت تدفع باتجاه إسقاط الإخوان وفض رابعة والنهضة بالقوة وطردهم خارج مصر، وهذا مثال متكرر مع معظم نجوم التوك شو من الإعلاميين والضيوف على جميع المستويات، والعجيب أنه رغم وجود تلك الفديوهات والحقائق المخزية التي يجب أن يعير بها الإنسان إلا أنهم ما زالت لهم وجوه يطلون بها على الناس ليكذبوا ويدلسوا مرات ومرات والأعجب من ذلك أنهم ما زالوا يحققون نسب مشاهدة عالية علماً بأني من المشككين في هذا الموضوع وأعتقد أنه أيضاً تدليس مسيس وكذب مجمل.

"واللي انكوى بالنار ما تأمنلوش"، هنا أختلف مع الشاعر في رؤيته إن كانت تطابق تصوري أو فهمي ، فمن ينكوي بالنار لا يحب أن يكوى بها غيره وهذا يتوقف على المعنى الذي في بطن الشاعر عن ماهية تلك النار والمكتوي بها، لكن وفق رؤيتي فمن تعذب وتعرض للظلم والقهر لا يشترط فيه أن يتحول إلى خائن غدار ، بل على العكس ربما يفطر قلبه أن يرى شخص يتعرض مثله للظلم والقهر ، أما من تعرض لذلك فامتلأ قلبه بالحقد والنقمة على المجتمع فهو مريض أصابه نفس المجتمع بما أفقده الرحمة وقسى قلبه وغيب عقله ويجب على المجتمع أن يعالجه ويداوي جراحه ويرد له آدميته التي لا تنفصل عن كرامته.  

"جوانا أش ووشنا كداب"، حقاً فداخل الإنسان اليوم عبارة عن مسرح صراعات وساحة لمعركة مزمنة بين الحاضر والمجهول وبين الجنة والنار وبين الصواب والخطأ وكل ذلك خلق فراغاً شاسعاً بلا وزن داخل الإنسان وحوله إلى كائن هش خفيف تقتلعه من أرضه نسمة ريح ، وهذه الابتسامة الكاذبة على وجوه الناس تخفي وراءها وجوه من القلق والخوف والغضب، قد أصبح الإنسان يملك وجوهاً بعدد الناس التي يعرفها ويتعامل معها في حياته اليومية فكل مننا اليوم يعامل كل فرد في أفراد أسرته بوجه وكل زميل في العمل بوجه وكل رئيس عمل بوجه وكل جار بوجه وكل صديق بوجه ، وقد قررت ذات يوم أن أعد الوجوه التي استخدمتها خلال يومي فوجد أني قد بدلت حوالي 32 وجه وفق عدد الأشخاص الذين تعاملت معهم مباشرة في هذا اليوم وعلى رأسهم أمي ، ووجدت أيضاً أن كل وجه من هذه الوجوه مرتبط بموضوع مختلف ومود مختلف وأسلوب مختلف وأيقنت أن الإنسان يأتي عليه يوماً فيكون ربما عشرون شخصاً أو ثلاثون أو إثنين وثلاثون كحالي في هذا اليوم، كما أني أيقنت أن تلك الصفة في حياتنا الاجتماعية العادية اليومية لا تمثل خطورة وليست عيباً إلى عندما تكون غاية لتحقيق غرض ما وتزييف حقيقة أو نفاق أو كراهية أو ظلم لأنه من الطبيعي أن الإنسان لا يعامل كل من يعرفهم ويقابلهم في حياته معامله واحدة فمثلاً لن أعامل أمي كما أعامل زوجتي أو جارتي أو أختي ولن أعامل أبي كما أعامل صديقي أو رئيسي في العمل لذا فتلك الوجوه هي طبيعية وليست خطرة ، أما الخطر كل الخطر من الوجوه المصطنعة المزيفة.

"وكلنا ف دوخة بلونة منفوخة يا دوب بشكة إبرة نبقى سراب"، حقاً هكذا نحن فهذا الإنسان الجبار العنتيل المتكبر الذي يملأ الأرض ظلماً وطغياناً ما هو إلا لسان ، وانظر إلى قدرة الله وحكمته في خلقه فتجد هذا الذي طالما قهر الناس وظلمهم وحكم عليهم قد أذله الله وجعله عبرة لمن يعتبر ، وهذا إنسان آخر يتباهى بقوته ويستعرضها على الناس قد أصابه مكروب أو مرض لعين فأصبح كالجسد الذي فارقته الروح وهو على قيد الحياة ، وهذا الذي يظن نفسه متسلط وصاحب نفوذ ومال وأنه مخلد على عرشه حتى يأتي من هو أغنى وأقوى وأكثر طغياناً فيسحقه ويمحوا سيرته من ذاكرة الناس ، متى سيتعلم الإنسان أنه لا دايم إلا وجه الله وأننا من الأرض خلقنا وإليها نعود وإن ربك لبالمرصاد وأنه هو الجبار المتكبر المنتقم وهو أيضاً العدل الرحمن الرحيم لكن لا سبيل إلى رحمته وعفوه ومغفرته إلا بالتوبة ومراجعة النفس والرجوع إلى الحق وليعلم الإنسان أنه لا شيء في ملك الله وكونه وأنه أضعف في أحيان كثيرة من حشرة خلقها الله وقدر لها رزقها فأدت واجب شكرها لما أنعم الله به عليها ، أما الإنسان فهو ظلوم كفار يظلم نفسه ويكفر بنعمة الله عليه وفي نظري أقصى درجات الكفر بنعمة الله أن لا يكفي الإنسان الناس شره .

"على الميزان اوزن وهيبين ما هو الحرام بين وبرده الحلال بين" ، فكرت كثيراً أي ميزان هذا الذي يقصده الشاعر ولم أجد إلا ميزان الفطرة وليس مزيان العقل أو ميزان القانون فميزان الفطرة هو أقوى الموازين التي خلقها الله سبحانه وتعالى بداخل الإنسان مختلطاً بروحه ، فإني على يقين أن كل إنسان يفعل فعل ما يعلم بفطرته تماماً هل يفعل حلالً أم حرامً مهما كان هذا الفعل فالمرتشي يعلم أنه يرتكب إثمً والنمام والمغتاب والظالم لأهله ولوطنه يعلم تماماً أنه يخالف فطرته التي جبله الله عليها ، لذا تجد دائماً الإنسان الذي يقدم على فعل محرم تصيبه غصه في قلبه يتفاداها ويتجنبها بكل وعي وبلاده حتى يحصل على اللذة أو المنفعة المحرمة التي يبتغيها، على سبيل المثال المدخنين يعلمون تماماً أن التدخين حرام لأنه مضر له وللآخرين لكنه يتحايل على ذلك بأنه ليس هناك نص صريح يقول بأن السجائر أو الحشيش حرام لكن الخمر حرام ، ومن يجلس أمام النت ليشاهد الأفلام الإباحية ويهدر الساعات أمامها يعلم تماماً أنه يرتكب زنباً فضلاً عن المشاهدة فالوقت الذي أهدره كان من الممكن أن يكون مفيداً له وللآخرين من أسرته أو جيرانه أو ربه ، وأستثني من كل ذلك بالطبع كل من له مسألة شرعية حديثة لا يعلم حكمها فيعود بها إلى أهل الذكر وعليهم ثوابه أو وزره .

"وكله متشاله مناب وحساب" ، حقاً فالمناب والحساب في رأيي شقين الشق الأول دنيوي والشق الثاني أخروي ، فلكل إنسان مناب وحساب في الدنيا يتمثل في رزقه الذي قدره الله له وأيضاً في الابتلاءات التي ابتلاه الله بها ، ووفق درجة صموده وصبره ورضاه يكون منابه وحسابه في الآخرة لذا على الإنسان أن لا يحزن ولا يقنط وأن يحاول جاهداً أن يرضى بمنابه وحسابه في الدنيا حتى يعوضه الله في الآخرة ومن يفعل ذلك يقيناً ستمحى كل الضغائن والأحقاد والغضب من قلبه فيعود إلى ربه نظيفاً طاهراً خالياً من الآفات فيتغمده الله برحمته ويجزئه الجنة وهذا من أقول له قد عوض الله صبرك خيراً ، أما من استعجل منابه وحسابه في الدنيا فأسفي وندمي عليه لأنه سيجد خزائنه خاويه عند الله لأنه قد حول كل رصيده في الآخرة إلى الدنيا واكتفى بها فأغناه الله بها وأفقره في الآخرة وأورثه الندم والحسرة.

وهكذا فإن الكلمات التي تخرج من خلال معاناة حقيقة ومعايشة صادقة للواقع يمكنها أن تعبر عن كل ما يدور في واقع حياتنا في سطور قليلة لكنها كبيرة معبرة ومؤثرة وتمس الجرح العميق الذي سببته البشرية في كون الله ونواميسه المقدسة وتبين كيف أن الإنسان قد خرج عن المسار ومهد لنفسه مساراً آخر لكن نهايته مختلفة ومؤلمة وإن لم يراجع نفسه ويوقظ ضميره ويتوب إلى الله فسيترك ما استخلفه الله عليه مدمراً منهوباً لذا كان لزاماً عليه أن لا يجعل عقله وقلبه وعقيدته مرتعاً للشيطان فيكون من الغاوين الذين أخذ الشيطان عهداً أزلياً على نفسه أن يدخل النار وهم في أثره ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان قلوبنا وعقولنا وعقائدنا وإيماننا وما رزقتنا.


معلومات للتواصل:
يمكنكم الاتصال بالناشر أ/ محمد الديب  
هاتف: (002-01027555436) / (002-01123433773)
إيميل: mohdeb32@yahoo.com، الموقع الإلكتروني: http://qaissarcopa.blogspot.com،
عن مصر الغد:
موقع شامل، سياسي اجتماعي ترفيهي، مصر الغد غني بالكتب والمقالات والمعلومات التي يتشوق الكثيرين إلى الاطلاع عليها والتي تهم كل أسرة وكل فرد في المجتمع العربي، وموقعنا يحتوي على كم هائل من المعلومات عن الأسرار والنشاطات التي تطرأ على سلوك الأبناء في فترات المراهقة وكيفية مواجهتها وعلاجها من خلال أراء الأطباء والمتخصصين وأجهزة الأمن .. كما أننا نستعد في المرحلة المقبلة مع بداية عام 2015 إلى ابتكار الكثير من المفاجآت والمسابقات التي نتمنى أن تنال رضا القراء وإعجابهم والتي ستظهر أمامهم أفاقاً جديدة للحياة في المستقبل.