منذ بدأ عصر الإعلام بداية بالإعلام المكتوب قبل المسموع والمرئي خلق الإعلام ليكذب ويدلس ، كيف ؟
دائماً ما يعرض الإعلام عندما يتناول معلومة أو موضوع أو حدث ساعة أكثر من وجهة نظر تصل إلى الآلاف من المحتمل أن يكون فيهم واحدة فقط هي الصحيحة ، أما بقية الآلاف فكم تضل من البشر .. أقصد المعلومة الكاذبة أو الشائعة كم تؤثر في المجتمع وتضره ، كما أننا نرى رأي العين الإعلاميين الذين تتبدل مواقفهم وفق الأحداث ووفق السلطة ، كما أننا نرى كيف للسلطة أن تفرض نفوذها على الإعلام بحيث أنها قادرة على أن تجعل موضوع واحد هو حدث الساعة تتناوله كل الصحف والقنوات ومواقع التواصل الاجتماعي مهما كان هذا الموضوع تافهاً ومريباً ، أيضاً تعلمنا كيف للسلطة أن تفبرك الحدث لتصرف به الأنظار عن حدث أكبر يحدث أو على وشك الحدوث كحالنا مثلا اليوم هناك دعوة للنزول يوم الجمعة 28 من قبل الجبهة السلفية والإخوان وكل الأنظار متجهة بفضل الإعلام إلى ذلك الحدث حتى أن البعض يحذر أهله وأصدقائه من النزول في هذا اليوم ، وفي المقابل نجد أن يوم 29 هو يوم النطق بالحكم في قضية مبارك هل من علامة استفهام ؟
أيضاً الإعلام وإن قال الحقيقة فهو يكذب وعلى سبيل المثال كل ما ذكره الإعلام سياسياً منذ ثورة 23 يوليو حتى يومنا هذا يتضح أنه كذب وأن الحقيقة ضائعة ، والدليل على ذلك عزيزي القارئ أنك تجد كل فترة زمنية معينة إنفجار ماسورة معلومات كفضيحة ويكيليكس مثلاً وتجد هذه المعلومات تثبت أن كل ما يحدث على السطح وكل ما يظهر إعلامياً في مجال السياسة ما هو إلا كدب وتدليس وخداع وفتنة ومراقبة ، وتجد أن ما يجري تحت الطاولة هو ما يحدد مصائر البشر وليس ما يظهر إعلامياً للناس ، وعليه فإن ما يظهر إعلامياً ما هو إلا للتسويف والتدليس وصرف الأنظار أو الدفع في اتجاه معين يعني كذب X كذب ، نصب X نصب.
ونصيحتى لكم أعزائي القراء حكموا عقولكم وقلوبكم والمنطق قبل أن تصدقوا وقبل أن تحكموا وقبل أن تتصرفوا وسوف أضرب لكم مثلاً على كيفية تغييب العقل حتى أنه يتوقف عن العمل كأنه مسحور :
شخص ما أرسل لي رسالة خلال حوار على الفيس بوك عن حقيقة خروج المسيخ الدجال ، وهذا الشخص من المنكرين لهذه الحقيقة فهو من تلامذة الشيخ عدنان إبراهيم في هذه المسألة ، فقال "كيف بالله عليكم تصدقون كذبة خروج الدجال وتنسبون أحاديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر فيها الدجال ، أنتم هكذا تسيئون إلى الرسول الأعظم لأنكم تتهموه بالاعتقاد في الخرافات والدجل ؟"
وكانت إجابتي : يا أخي من ضمن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الباب حديث ذكر فيه "أن الدجال سوف يأتي إلى المدينة المنورة فيجد ملائكة على أنقابها يحرسونها فيقف أعلى الجبل ويقول لأصحابه هل ترون هذا القصر الأبيض فيقولون نعم فيقول هذا قبر أحمد" ألم تسمع بهذا الحديث الصحيح .
فأجاب وماذا يعني هذا الحديث ما علاقته بما أقول إنه من الأحاديث المكذوبة على رسول الله أيضاً .
فأجبته : يا أخي أعمل عقلك وقلبك فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث وصف القصر الأبيض لمسجده في المدينة ، هل تعلم يا أخي أن مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم لم يتحول إلى قصر أبيض إلا من سنين قليلة ، وأن المسجد أيام صاحبه صلى الله عليه وسلم كان مبني من الطين والنخيل وسعف النخيل ، فكيف علم صلى الله عليه وسلم بتحول مسجده إلى قصر أبيض إلا من خلال إخبار الوحي له بما سيكون بعه بـ 1400 سنة ، وهناك صور عديدة على النت تثبت أن المسجد النبوية قد أصبح يشبه القصر من منظور رأسي .. وهكذا فإن المسألة ليست دجل وليست خرافة والأمر حق وواجب علينا التعوذ من هذا الدجال عقب كل صلاة كما كان يفعل صلى الله عليه وسلم وأصحابه عليهم رضوان الله .
هذا مثال ضربته لحضراتكم على كيف تكون الحقيقة أمام عين الإنسان وهو غافل عنها ، فإجابة أسئلة السائلة كلها داخل الحديث لكنه لم يفطن لها لأنه عقد النية على أنه صواب وكل من عداه وعدا شيخه خطأ وهذه هي مصيبة أمتنا الإسلامية الضعيفة .
قيصر